دائماً ما يعيش الانسان وهو يبحث عن الاصدقاء
لكنه عندما يجدهم من السهل أن يفقدهم
وعندما يعثر على أصدقاء قد يظن أنهم الكمال كله لكنه ما يلبث أن يجد أنهم لا يبالون الا بأنفسهم
بعضهم يصادق للمصلحة.....وبعضهم يصادق للوناسة......وبعضهم يصادق لأشياء أخرى ليست من المقام بحديث
وبعضهم يصادقة المصادقة الحقيقية
فتجده خير عون لك في كل حال
مهما فعلت فهو الذي يوجهك لطريق الصواب وهو الذي يحثك على الخير
فهل قد نجد مثل هذا الصديق
الصديق مثل السيف حاد جداً
المحظوظ من يستطيع أن يمسكه من طرفه غير المحدد
وغير المحظوظ من أمسكه من طرفه الحاد
لأن الصديق هو أقرب ما يكون دائماً إلى قلب الانسان
وقد يتقبل الانسان منه ما لا يتقبل من الأخرين وحتى من والديه !!
لكن عندما يذهب كل طرفً لحاله فإنه عند أغلب الناس يصبح أبغض شيء في الوجود
فلماذا ؟
لأنه قد أصبح في منزلة عالية
وأصبح كما يقال : طلباته أوامر
الانسان بطبعيته إجتماعي
أي أنه يحب المخالطة والمعاشرة
ولا يطيق الوحدة والمفارقة
فمهما فعل الناسان فلا بد له من أن يجد صديقاً له
ولكن ما أكثر أن يفارقه
فهو كالشريحة الإلكترونية-تضعها في مكانها المناسب فإن عملت بشكل جيد ثبتت في مكانها-
وإن لم تعمل بشكل جيد استبدلتها
كم من الصعب الإحتفاظ بالأصدقاء أكثر من صعوبة التعرف عليهم
فغالباً ما تظهر حقيقتهم بعد المعاشرة والمخالطة ولو بمدة طويلة
فلا يحكم على شخص من ظاهره أبدا أبدا أبدا
فقد روى عن رجل أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فأخذ يمدح في رجل مديحاً عظيماً
فقام رضي الله عنه وقال: هل سافرت معه قبل ذلك ؟ فقال الرجل : لا
فقال عمر -رضي الله عنه : فهل كان بينك وبينه دين ؟
فقال الرجل : لا
فقال عمر : فهل كانت بينك وبينه مشاحنة
فقال الرجل : لا
فقال عمر رضي الله عنه : إذا فأنت أجهل الناس به !
دائماً عند بداية الصداقة يأخذ الناس الطباع الظاهرة فقط
ولا ينظرون إلى ما تبطنه صدور أولئك الناس
وقد يعاشرهم كثيرا ثم ينخدع فيهم
وقل من يجد الصديق الأوفى من بين كل الناس
لا أريد أن أطيل عليكم فكما قلت هي خاطرة فقط !